مرکزیَّة التوحید فی سلطة الولیّ الفقیه العالمیَّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

تتناول هذه المقالة مسألة ارتباط النظام السیاسیّ الإسلامیّ بأصل التوحید، وأثر هذا الأخیر فی إثبات أصل ولایة الفقیه العادل، ومشروعیّة ولایته، وحدود هذه الولایة.
ویتقاطع فی موضوع سلطة الولی الفقیه کلّ من البحث الکلامیّ والفقهیّ؛ فهو یرتبط بالکلام من جهة تفرّع أصل الولایة عن ولایة النبیّ (ص) والإمام (ع) المجعولتین بدورهما من قبل الله -عزّ وجلّ- ویرتبط بالفقه؛ لأنّ تفاصیل کثیرة تتعلّق بصلاحیّات الولیّ الفقیه وعلاقاته بالناس ومؤسّسات المجتمع تُبحث فی الفقه عادة.
وهذا التقاطع والتداخل یجعل من الإشکال إشکالاً تخصّصیّاً، ویفرض بالتالی عنایة منهجیّة وتحلیلیّة جادة للتمکّن من الوصول إلى نتائج وأجوبة عن التساؤلات.

نقاط رئيسية

 

أولاً: التوحید والمنظومة الفکریَّة الإسلامیَّة 

ثانیاً: التوحید والنظام السیاسیّ

ثالثاً: التوحید وشرعیّة السلطة

رابعاً: عالمیَّة الدولة

خامساً: تکریس صفات الله –سبحانه- بوصفها قیماً للجتماع السیاسیّ الإسلامیّ

سادساً: حکومة الولیّ الفقیه العالمیَّة وإطلاقیَّة الولایة

الكلمات الرئيسية


مرکزیّة التوحید فی سلطة الولیّ الفقیه العالمیّة

الشیخ الدکتورعلیرضابینیاز[1]

خلاصة:

تتناول هذه المقالة مسألة ارتباط النظام السیاسیّ الإسلامیّ بأصل التوحید، وأثر هذا الأخیر فی إثبات أصل ولایة الفقیه العادل، ومشروعیّة ولایته، وحدود هذه الولایة.

ویتقاطع فی موضوع سلطة الولی الفقیه کلّ من البحث الکلامیّ والفقهیّ؛ فهو یرتبط بالکلام من جهة تفرّع أصل الولایة عن ولایة النبیّ (ص) والإمام (ع) المجعولتین بدورهما من قبل الله -عزّ وجلّ- ویرتبط بالفقه؛ لأنّ تفاصیل کثیرة تتعلّق بصلاحیّات الولیّ الفقیه وعلاقاته بالناس ومؤسّسات المجتمع تُبحث فی الفقه عادة.

وهذا التقاطع والتداخل یجعل من الإشکال إشکالاً تخصّصیّاً، ویفرض بالتالی عنایة منهجیّة وتحلیلیّة جادة للتمکّن من الوصول إلى نتائج وأجوبة عن التساؤلات.

 

مصطلحات مفتاحیّة:

          الوحی، الدین،العقیدة، التوحید، الفقه، الولی الفقیه، السلطة، الحکم، النظام السیاسی، التشریع، التقنین، المشروعیّة، الصلاحیة...

 

مقدّمة:

یمثّل الدین الإسلامیّ مجموعةً من العقائد والمبادئ والأحکام والقواعد القائمة على أساس تعالیم الوحی القرآنیّ وسنّة المعصومین (ع) وسیرتهم؛ بهدف هدایة البشر فی کلّ زمانٍ ومکانٍ.

ویمثِّل التوحید مرکز هذه المنظومة العقدیّة والتشریعیّة، فهو أصل الأصول فی العقیدة، وأساس التشریع فی الأحکام والتکالیف.

فعلى مستوى البحث العقدی، تعود کلّ الأصول الاعتقادیّة -من عدل، ونبوّة، وإمامة، ومعاد- إلى الأصل الأوّل؛ فهی منبثقة منه ومتوقّفة علیه. ومن هنا، عُرِّفت العقیدة: بـ "العلم بالذات والصفات والأفعال".

ومن جهة الأحکام، یمثِّل التوحید أساس التشریع ومرتکز الأحکام، فأصل التشریع والإلزام بالتکالیف یستند إلى الإیمان بمولویّة المولى وحکم العقل بحقّ طاعته علینا، کما إنّ منظومة الأحکام الفقهیّة التفصیلیّة: الفردیّة منها والمجتمعیّة، تستهدف الارتقاء بالإنسان فرداً وجماعة إلى أفضل حالات السموّ الروحی، والسعادة الدنیویّة والأخرویّة، وإلى سیادة نوامیس العدل والقسط فی العلاقات بین الناس. وکلّها حقائق وأهداف تستمدّ جذوتها من عقیدة التوحید.

 

أولاً: التوحید والمنظومة الفکریّة الإسلامیّة:

یفرض التسلسل المنطقیّ للبحث أن نقف عند مرکزیّة التوحید من منظومة الفکر الإسلامیّ عموماً، ثمّ نعرّج على محوریّة التوحید فی الفکر السیاسی الإسلامیّ خاصّة.

فکلّ مدرسة فکریّة تقوم على وجهة نظر محدّدة للکون والإنسان والحیاة، وعلى موقف فلسفیّ محدّد من التاریخ والمجتمع، وتصوغ على أساس کلّ ذلک نظامها الاجتماعیّ ونمطها الحضاریّ.

وقد أشادت المدرسة الفکریّة الإسلامیة بنیانها على فلسفة التوحید، وأقامت أطروحاتها فی مختلف مجالات الحیاة الاجتماعیّة والاقتصادیّة والسیاسیّة على قاعدة الإیمان بالله -سبحانه وتعالى- وتوحیده وتنزیهه، ولأجل ذلک کان التوحید مرکز الأفکار والنظُم، والمحور الذی تحوم علیه کلّ التفاصیل التشریعیّة والقانونیّة.

ثمّ إنّ هذا التوجیه فی منظومة المدرسة الإسلامیّة منطقیّ ینسجم مع طبیعة الأهداف والغایات التی خطّطت لها هذه المدرسة للإنسان والمجتمع الإنسانیّ؛ فالإسلام یحرِّر الإنسان من کلّ الألوهیّات المزیّفة على مرّ التاریخ، ومن عبودیّة غیر الله صنماً کان أو فکرة أو جهة؛ کلّ ذلک على قاعدة: "لا إله إلا الله". هذا التحریر الداخلیّ یلازمه تحریر خارجیّ وتکریس مبدأ: "لا سیادة لأحد على أحد بالأصل؛ بل السیادة لله -عزّ وجلّ-، ولا یجوز لأحد أن یتسلّط على أحد أو أن تکون له نوع حاکمیّة أو ولایة بدون إذن من الله سبحانه.

وتترجم سیادة الله على الناس من خلال شرائع السماء وقوانینها العادلة التی لا تظلم أحداً؛ لأنّ نسبتها إلى الجمیع سواء؛ فهی لا تنحاز إلى فئة أو إلى قوم أو إلى عرق؛ بل تسعى إلى تکریس الحقّ والعدل.

وهذا ما یُفسِّر سبب وقوف الکُبَراء والسادة دائماً ضدّ رسالات الأنبیاء (عله)؛ فالتوحید بمدلولاته الاجتماعیّة والثقافیّة یهدِّد مواقعهم ومصالحهم: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَکُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِیلاَ}[2]، {وَکَذَلِکَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إِلاَ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[3].

فعلى الصعید الاقتصادیّ تؤکّد القوانین الإلهیّة وقیم السماء وفی کلّ الأدیان على أنّ الطبیعة والکون خلق الله وملکه؛ وهو الذی استخلف الناس بوصفهم نوعاً فیها، وخلقها لأجلهم جمیعاً، لا لفئة منهم: {هُو الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ مَا فِی الأرْضِ جَمِیعاً}[4]، {وَهُو الَّذِی جَعَلَکُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ}[5]، {وَهُو الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِیّاً}[6].

فالمال مال الله، والناس عیاله، والتوزیع العادل للثروات مقصد مهمّ من مقاصد الاقتصاد الإسلامی، وهدف مرکزیّ للدولة الإسلامیّة.

وعلى الصعید الاجتماعیّ، یمنح التوحید المجتمع الإسلامیّ طابعاً ممیّزاً مغایراً لما علیه المجتمعات الأخرى، وهی سمة الدیمومة الحضاریّة لحرکة المجتمع؛ ذلک أنّ المجتمعات وکلّ التجارب الحضاریّة تقوم على تبنّی أهداف تجعلها نصب أعینها، وعادة ما تکون هذه الأهداف منتزعة من واقع الناس ومن داخل المسار التاریخی؛ من قبیل: الرفاه الاقتصادیّ، المناعة العسکریّة، والحرّیّة... وهکذا یتحوَّل النسبی إلى مطلق، وهذا ما یعیق حرکة هذه المجتمعات ولو بعد حین!

أمّا المجتمع التوحیدیّ، فمثله الأعلى المطلق هو الله، وأهدافه تتمثّل فی أخلاق الله وقیمه؛ من علم، وقوّة، وقدرة، وعزة... ولذلک فإنّ حرکته لا تتوقّف، ووقود مسیرته لا ینفذ.

فعقیدة التوحید هی الإطار الطبیعیّ لنهضة الأمّة وتقدّمها، وأیّ إطار آخر غیر الدین وغیر الرؤیة الکونیّة التوحیدیّة لن ینسجم مع المخزون النفسیّ والفکریّ للناس، الذین مهما بهت فهمهم للإسلام وخفَّ التزامهم به، لن یجدوا أنفسهم ولن یعیشوا الانسجام الروحیّ والنفسیّ؛ إلا مع هذا الإطار.

ثانیاً: التوحید والنظام السیاسیّ:

ولا یشذّ النظام السیاسیّ عن منظومة الأفکار الأخرى على الصعید الاجتماعیّ والاقتصادیّ والثقافیّ... فکلّها تدور مدار فکرة التوحید، وکلّها تتأثّر بهذه العقیدة، وتتشکّل وفق مقتضیاتها، فأصول النظام السیاسیّ الإسلامیّ ومبادئه الکبرى تتفرّع من الرؤیة التوحیدیّة ومن الإیمان بالله -عزّ وجلّ-، والحال أنّ {لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ}[7]، وأنّه هو المهیمن تکویناً (له الخلق)، وهو المهیمن تشریعاً (له الأمر)، وحصر التشریعیّة بالأصل فی الله -سبحانه- له مدالیل مهمّة على تفاصیل المذهب السیاسیّ الإسلامیّ؛ کما سیکون له تداعیات على تحدید صلاحیّات الحاکم فی العلاقات الخارجیّة، وطرق تیسیر شؤون المجتمع والدولة...

وسنفصِّل فی ما یأتی هذه العناوین؛ مرکّزین على صلاحیّات الولی الفقیه وحدود هذه الصلاحیّات.

 

ثالثاً: التوحید وشرعیّة السلطة:

فی المنظور الإسلامی: "الناس مسلّطون على أنفسهم وأموالهم"، ولا سلطة بالأصل لأحد على أحد. یقول أمیر المؤمنین (ع): "لا تکن عبداً لغیرک وقد جعلک الله حرّاً"[8]، وفی حدیث آخر "إنّ الناس کلّهم أحرار، ولکنّ الله خوّل بعضهم بعضاً"[9].

والله -کما نؤمن به- هو خالق الکون وخالق الإنسان، وهبه الحیاة ومکّنه من ثمراتها، وجعله مستخلَفاً فی الأرض. ومن الله تبدأ مسیرة هذا الإنسان وإلیه تنتهی: {لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ}[10]و{أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِیرُ الأمُورُ}[11].

وعلیه، فالولایة بالأمر لله -عزّ وجلّ- لا لغیره: {قُلْ أَغَیْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِیّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ}[12] {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاء فَاللَّهُ هُو الْوَلِیُّ وَهُو یُحْیِی الْمَوْتَى وَهُو عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ}[13].

هذه الولایة تتجسّد فی خضوع المجتمع لشرعه -سبحانه- وقوانینه فی مختلف مجالات الحیاة: {إِنِ الْحُکْمُ إِلاَ لله}[14]، { مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِیٍّ وَلاَ یُشْرِکُ فِی حُکْمِهِ أَحَداً}[15].

وقد منح الله تعالى هذه الولایة للأنبیاء والرسل (عله)؛ لأنّهم یمثّلون ضرورة قیادیّة وسیاسیّة داخل المجتمع، ویذبّون عن هذه القوانین ویحمون المسیرة الإنسانیّة من کلّ أشکال الانحراف والظلم والضلال: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِیَعْلَمَ اللهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ}[16].

وللک کان للأنبیاء (عله) سلطة على الناس أقوى من سلطة هؤلاء على أنفسهم: {وَمَا کَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ یَکُونَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[17]، {النَّبِیُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}[18].

ولمّا کانت الحاجة إلى هذه الوصایة الإلهیّة عبر الأنبیاء (عله) مستمرّة؛ امتدّ هذا الخط فی الناس بعد انقضاء الوحی وختم الرسالة فی الأئمّة الأطهار (عله)، فأمر الله نبیّه (ص) أن یبلِّغ الناس بأولیاء الأمور من بعده: {یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ}[19].

وبدورهم قام الأئمّة (عله) بتعیین من یمثّلهم فی هذا الخطّ من العصمة، الذی یمتدّ عبر ممثّلین یجسّدون الفقاهة والعدالة، لمّا کانت العصمة الکاملة فی عدد محدّد من الأشخاص، وکان هؤلاء (العلماء العدول) معیّنین تعییناً عامّاً؛ استناداً إلى الخصائص العامّة: "الفقهاء حصون الإسلام"[20]، و"العلماء ورثة الأنبیاء"[21]، و"أمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فیها إلى رواة أحادیثنا..."[22].

والمتأمِّل فی قوله -تعالى-: { یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الأمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الآَخِرِ ذَلِکَ خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِیلاً}[23]، یلاحظ أنّها عطفت أولی الأمر على الرسول (ص)، ولم تفصل بینهما بلفظ آخر، وهذا یعنی أنّ طاعة أولی الأمر وطاعة الرسول من سنخٍ واحد.

کما إنّ الأمر بطاعة الله فی الآیة، لا بدّ من أن یکون إرشادیّاً؛ بحکومة العقل به قبل الآیة، ولا بدّ للأمر بطاعة أولی الأمر من أن تکون مولویّاً، ولا یکون المراد منه طاعتهم فی أحکام الله؛ لأنّ ذلک یلزم منه اللغویّة (فهو یعود إلى طاعة الله)، وإنّما یراد من طاعتهم فی الأمور الاجتماعیّة والسیاسیّة، وإن کانت ولایتهم مجعولة من قبل الله وطاعتهم من طاعة الله سبحانه.

لهذا، وانطلاقاً من التوحید وولایة الله الذاتیّة، تثبت ولایة الرسول (ص) والأئمّة (عله) والفقهاء العدول.

 

رابعاً: عالمیّة الدولة:

لا یمثل "التوحید" فکرة دینیّة أو أصلاً اعتقادیّاً فحسب؛ بل هو فی جوهره حقّ من حقوق الإنسان، أو قل هو أهمّ حقّ من حقوقه؛ لأنّ مصیر هذا الإنسان، من دون أصل التوحید ومعرفة الله، هو الضیاع والهلاک والتیه: {وَمَنْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ فَکَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّیْرُ أَوتَهْوِی بِهِ الرِّیحُ فِی مَکَانٍ سَحِیقٍ}[24]، فعدم الإیمان بالله وعدم تبنّی عقیدة التوحید یوازی الضیاع الوجودیّ واللاانتماء الکونیّ، وبالتالی التشتّت الفکریّ والعاطفیّ: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِیهِ شُرَکَاءُ مُتَشَاکِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ یَسْتَوِیَانِ مَثَلاً}[25].

ومن الطبیعیّ أن یحرص النظام السیاسیّ الإسلامیّ على إیصال هذا الحقّ إلى جمیع الخلق، فنسبة الله المتعالی إلى جمیع الخلق نسبة متساویة، وبذلک تکون الدولة الإسلامیّة دولة الفکرة (التوحید)، ودولة الفکرة لا تقف عند حدود جغرافیّة أو إقلیمیّة أو عرقیّة... وإنّما حدودها هی حدود الفکرة، وحدود الفکرة (لا إله إلا الله) هی العالم والناس جمیعاً؛ من منطلق حقّهم الفطریّ فی معرفة الله والاهتداء إلى سلّم التکامل الإنسانی الواقعی.

وبذلک تتّضح عالمیّة الدولة وعالمیة الولایة أیضاً؛ لأنّ الولایة تنبثق من الفکرة (التوحید)؛ ولمّا کانت حدود الفکرة هی المجال الإنسانی والعالم کلّه؛ کانت للولایة التحدیدات نفسها!

وفی سیرة رسول الله (ص) ترجمة لهذه الحقیقة وتکریس العالمیة والولایة؛ حیث احتلّ کلٌّ من التوحید وصیاغة النظام التوحیدیّ فی العالم رأس سلّم أولویّات سیاسة الإسلام الخارجیّة، وبُنِیَت الدعوة المحمّدیّة الأولى خلال مرحلتَیها السرّیّة والعلنیّة على توحید الله -عزّ وجلّ-؛ إذ عندما ترسّخ الإسلام فی أوساط أقارب الرسول (ص) ومن ثمّ بین العرب، توسّع نطاق مهمّته لیشمل إنذار العالم أجمع، فأرسل کتباً إلى زعماء عصره فی خارج شبه الجزیرة العربیّة[26]، مشیراً إلى قوله -تعالى-: {قل یا اهل الکتاب تعالوا الی کلمةٍ سواءٍ بیننا وبینکم اَلّا نعبد إلّا الله ولا نشرک به شیئاً}[27].

إذاً، ظلّت دعوة العالم إلى أصل التوحید غایةً أساس لسیاسة الإسلام الخارجیّة، وسخّر الرسول (ص) کافّة إستراتیجیّاته لإعلاء کلمة التوحید ورفع لوائها فی أرجاء المعمورة[28]، وقد أشار القرآن الکریم إلى ذلک بقوله تعالى: {وما أرسلناک إلا کافّة للناس بشیراً ونذیراً}[29]. وقد فسّرت أحادیث متعدّدة من طرق الفریقَین تلک الآیة فی سیاق عالمیّة الدعوة المحمّدیّة[30].

بناءً علیه، یدعو الإسلام إلى تشکیل أمّةٍ عالمیّةٍ واحدةٍ، واصفاً الأمّة الإسلامیّة بالواحدة وأفضل الأمم: {کُنتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}[31].

فی ضوء الآیات القرآنیّة، یضع الإسلام -کسائر الأدیان الإلهیّة الکبرى- نصبَ عینه تحقیق هدف الإصلاح الشامل للمجتمع الإنسانیّ فی العالم، مع غضِّ النظر عن الحدود الطبیعیّة والمصطنعة، لذا تدعو تلک الأدیان -ومنها الإسلام- کافّة الحکومات والدول إلى تجاوز مسألتَی الحدود والأعراق والتوجّه نحو دینٍ واحدٍ ودولةٍ واحدةٍ ذات وحدةٍ مرکزیّةٍ، کما مارس الرسول (ص) مع بدایات عهد الرسالة بتوجیه الکتب إلى کبار حکّام العالم، داعیاً إیّاهم إلى التوحید والخضوع لسلطةٍ واحدةٍ فی المجتمع البشریّ.

لقد قدّم الرسول الأکرم (ص) فی کثیر من کتبه -ومنها تلک التی أرسلها إلى کسرى- شخصیّته ورسالته وفق الآتی: "فإنّی رسول الله إلى الناس کافّة لینذر من کان حیّاً"[32].

کما یدعو القرآن الکریم المؤمنین إلى السلم والوئام والتسلیم لأمر الله، یقول تعالى: {یا أیها الّذین آمنوا ادخلوا فی السلم کافّةً..}[33].

ویمکن القول إنّ دعوة الآیة جمیع المؤمنین بدون استثناء -من حیث اللغة، والعنصر، والثروة، والإقلیم، والطبقة الاجتماعیة إلى الصلح والسلام- یستفاد منها أنّ تشکیل الحکومة العالمیة الواحدة -فی ظلّ الإیمان بالله تعالى والعیش فی مجتمع یسوده الصلح- ممکن فی إطار الدولة العالمیّة[34].

 

خامساً: تکریس صفات الله -سبحانه-؛ بوصفها قیماً للاجتماع السیاسیّ الإسلامیّ:

        کلّ دولة تضع نصب عینها مجموعة غایات تستهدف بلوغها وتحقیقها. ومن الناحیة الفلسفیّة تکون دولة الفکرة قد حدّدت استراتیجیّاتها.

        وانطلاقاً من الفکرة المحور (التوحید)؛ تعدّ صفات الله هی القیم التی تسعى الدولة الإسلامیّة إلى تکریسها فی الواقع الاجتماعی والحیاة الیومیّة للإنسان.

        وتعبّر سلطة الولیّ الفقیه أو الولیّ الحاکم عموماً عن تجسید حیّ لتلک القیم الإلهیّة: "کان خلقه القرآن"[35]، و{لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[36]، "وسمی الامام إماماً؛ لأنّه قدوة للناس منصوب من قبل الله -تعالى ذکره- مفترض الطاعة على العباد"[37]، فالولیّ الفقیه بمقدار ما یمتلک من الفقاهة والعدالة یمنح المجتمع الإنسانیّ شعاعاً وقّاداً للتوجّه نحو تلک القیم الإلهیّة الخالدة، والسعی الحثیث إلى تحقیقها؛ کقیم العلم، والعدل، والعزّة، والقدرة، والقوّة: {أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِیعاً}[38]، {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِیعاً}[39]. وکمثال على ذلک، نتحدّث قلیلاً عن مفردة القدرة؛ حیث یعود منشأ القدرة فی الإسلام إلى الله تعالى؛ إذ {إنّ القوّة لله جمیعاً}[40]، أی إنّ القوّة والقدرة أجمع مختصّةٌ به سبحانه. ویقول -تعالى- فی موضعٍ آخر: (لا قوّة إلا بالله)[41]؛ فلا صاحبَ قدرةٍ مستقلّاً فی عالم الوجود إلا بإذن الله، والذی فوّض تلک القدرة من جانبه للأنبیاء والرسل والأئمّة (عله) وأولی البصائر من علماء الدین: {یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِکَ خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِیلًا}[42].

        ولا یقتصر مفهوم القدرة فی سیاسة الإسلام الخارجیّة على الجوانب المادّیّة، على الرغم من الاعتراف بأهمّیّتها؛ إذ یقول -تعالى-: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة}[43]، وبما أنّ مفهوم کسب کلٍّ من القدرة والسلطة لا یکتسب معناه إلا فی إطار مقاصد الشریعة وبعثة النبیّ، فلا یمکن فهم الغایة من فتح الأراضی والغلبة على الأمم إلا فی ذلک السیاق، ما یبیّن أهمّیّة ارتباط جوانب القدرة المادّیّة والروحیّة، وضرورة العمل على تحقیق أهداف البعثة من خلال تعبئة الإمکانات المادّیّة والمعنویّة.

لقد لعبت القدرة -ببُعدَیها المادّیّ والمعنویّ- دوراً هامّاً فی صیاغة مخطّطات الرسول (ص) وقراراته، وکان (ص) یبدی اهتماماً خاصّاً بأدواتها ووسائل الحصول علیها فی ضوء رؤیته لتحقیق الأهداف الموضوعة، کما کان یضبط خطواته الحرکیّة وفقَ الإمکانات المتاحة عبر اتّخاذ سیاسة فعّالة لتعزیز قدرة الدولة التی أقامها فی المدینة.

 

سادساً: حکومة الولیّ الفقیه العالمیّة وإطلاقیّة الولایة:

   لقد تبیّن من خلال ما تقدّم، أنّ أصل سلطة الولیّ الفقیه ینبع من فکرة التوحید، ومن ولایة الله الذاتیّة، وأنّ صلاحیّات الولیّ الفقیه ترتبط بشکل أو بآخر بدلالات التوحید وأبعاده. وبقی أن نؤکّد على أنّ حکومة الولیّ الفقیه لا بدّ من أن تتّسم بالشمولیّة والعالمیّة، ولا بدّ لصلاحیّاته من أن تکون مطلقة، حیث لا یحدّها إلا حدود الفقاهة والعدالة فیه وحدود فکرة (التوحید) التی یستند أصل ولایته إلیها.

ویمکن تقریب الفکرة من خلال التأکید على محوریّة التوحید الإلهیّ؛ إذ إنّ ربوبیّة الله جامعة لکافّة صفات الباری وتجلّیاته الجمالیّة والجلالیّة، وهی تتعلّق بجمیع العباد والخلق؛ ما یستلزم عدم التخلّی عنهم فی سبیل بلوغ السعادة، بل یقتضی تمهید الأرضیة لبلوغها، من خلال وجود المعصوم، أو من یحلّ محلّه فی فترة غیبته، وهو الفقیه الجامع للشرائط، الذی تغطّی مسؤولیّاته نطاق الشؤون التشریعیّة، وقیادة المجتمع الذی ینضوی تحت عنوانها، وبما أنّ تلک الولایة مستمدّة من الولایة الإلهیة المتّصفة بالوحدانیّة، فإنّ من المنطقی تسریتها إلى المراتب الدنیا، وهو ما یحقّقه الفقیه الجامع للشرائط فی ظلّ غیبة المعصوم، وهذا التقریب قابل للبیان على أساس تتالٍ طولیٍّ لا علّیٍّ-معلولیٍّ.

وتتّخذ الجوانب التطبیقیّة لمثل تلک العلاقة البنیویّة أشکالاً متعدّدة، سنکتفی باستعراض اثنین منها فی ضوء المقاربة الإسلامیة العقدیّة التی تتناول الخصائص الوظیفیّة للتوحید فی إطار المنظومة التی تدور حوله؛ وهما:

1. إنّ حفظ بنیة محدّدة على أساس التوحید الإلهیّ، والتزام أفراد المجتمع الإسلامیّ بها، یقومان على أساس ولایة الفقیه الجامع للشرائط؛ بوصفه رأساً للسلطة.

2. إنّ صون الأعمال المتمحورة حول التعالیم الإلهیّة هو بهدف تحقیق سعادة البشر.

ویمکن تقویم هذه الحالات حسب الرؤیة الحاکمة على أفراد المجتمع الإسلامی تجاه تلک المنظومة؛ إذ إنّ تمسّکهم بالسیادة الإلهیة وخضوعهم لها، یفرض علیهم الإحساس بمسؤولیّة أکبر فی تنفیذ الأحکام الدینیّة، ولاسیما فی ما یخصّ طاعة ولیّ الأمر، وإلا سوف تواجه تلک المنظومة تحدّیات کبرى فی حال لم تترسّخ تلک العقیدة فی أوساط المجتمع.

ولا یمکن فهم الحالتین السابقتین المرحلیّتین وما یستتبعهما من أعمال؛ إلا فی حال وجود إدراک عمیق لمقاربة الإسلام للبنیة المذکورة.

وبما أنّ الولایة الإلهیة بمعناها العامّ -التکوینیّة والتشریعیّة- تسری على الکون کلّه، فإنّ ولایة المعصومین والفقیه الجامع للشرائط -تبعاً لها- باعتبارها رشحةً من رشحاتها، تغطّی فی نوعها الوجود کلّه، وتشمل أقصى نقاط العالم، فی دلیلٍ على لزوم توسیع سلطة ولایة الفقیه؛ بوصفه حاکماً إسلامیّاً فی ضوء المقاربتین الدینیّة والفقهیّة.

 

خاتمة:

فی ضوء دراسة الآیات وسنّة المعصومین (عله) وسیرتهم، نلاحظ أنّ اهتمام الآیات القرآنیّة بالتوحید نابع من حقیقةٍ ثابتةٍ وأمرٍ بنیویٍّ کامنٍ فی جوهر الوجود، لا نتیجةَ أمرٍ مولویٍّ، وهو ما لا ینکره أیّ إنسانٍ منصفٍ؛ إذ ینجذب إلیه قهراً بالوجدان، فضلاً عمّا ذکرته الآیات القرآنیّة من استناد دعوة الأنبیاء (عله) الناس إلى الإیمان والاعتقاد بمبدأ وجود الله؛ بوصفه مقدّمةً أساساً، ثمّ یُصار إلى تناول رفض الشرک، فی تعبیرٍ عن بداهة أصل وجود الباری لدى عموم المخاطَبین، ولضرب مسار تمسّک مزاعم الفئات التی تدّعی وجود آلهة أخرى، وتبیین فلسفة الخلق، ومنع انحراف البشر عن مسیر سعادة القرب الإلهیّ.

إذاً، یقوم أصل وحدة الإدارة وعدم التعدّد فی مقام تدبیر المجتمع الإسلامیّ -ولو بشکله الشورویّ- على مبنىً عقدیٍّ، لا على رأیٍ شخصیٍّ أو مقطعٍ زمنیٍّ لمصلحةٍ معیّنةٍ؛ ما یمکّننا من الإلمام بالرؤیة الدینیّة فی تلک المنظومة عبر هذا الطریق.

وبما أنّ المجتمع الإسلامیّ یتشکّل على أساس الرؤیة التوحیدیّة، فإنّ کافّة الأمور -مهما عظمت أو صغرت- تستمدّ مشروعیّتها وحجّیّتها من معیار التوحید والالتزام بالتعالیم الخالدة، والتی تضمن بدورها سعادة الدنیا والآخرة، ما یوضّح سعة نطاق ولایة الفقاهة فی المصادر الشیعیّة؛ باعتبارها فرعاً من الولایة الإلهیّة، وهی ترتکز على الولایة التشریعیّة رکناً أساساً ومهمّاً وحجّةً لازمةً.



[1]  باحث فی الفکر الإسلامی وممثل جامعة المصطفى(ص) العالمیة فی لبنان، من إیران.

 [2] سورة الأحزاب، الآیة 67.

 سورة الزخرف، الآیة 23.[3]

 سورة البقرة، الآیة 29.[4]

 سورة الأنعام، الآیة 165.[5]

 سورة النحل، الآیة 14.[6]

 سورة الأعراف، الآیة 54.[7]

7 الشریف الرضیّ، محمد بن الحسین بن موسى العلویّ: نهج البلاغة (الجامع لخطب أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب(ع) وحکمه ورسائله)، تحقیق: محمد عبده، ط1، قم المقدّسة، دار الذخائر، 1412هـ.ق/ 1370هـ.ش، ج3، ص51.

 الکلینی، محمد بن یعقوب: الکافی، تحقیق: علی أکبر الغفاری، ط5، طهران، دار الکتب الإسلامیّة، 1363هـ.ش، ج8، ص69.[9]

 سورة الأعراف، الآیة 54.[10]

 سورة الشورى، الآیة 53.[11]

 سورة الأنعام، الآیة 14.[12]

 سورة الشورى، الآیة 9.[13]

 سورة الأنعام، الآیة 57.[14]

 سورة الکهف، الآیة 26.[15]

 سورة الحدید، الآیة 25.[16]

 سورة الأحزاب، الآیة 36.[17]

 سورة الأحزاب، الآیة 6.[18]

 سورة المائدة، الآیة 67.[19]

 الکلینی، الکافی، م.س.، ج1، ص38.[20]

 م.ن.، ج1، ص32.[21]

[22] الحر العاملی، محمد بن الحسن: وسائل الشیعة، تحقیق: محمد الرازی، تعلیق: أبی الحسن الشعرانی، لا ط، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، لا ت، ج18، ص101.

 سورة النساء، الآیة 59.[23]

 سورة الحج، الآیة 31.[24]

 سورة الزمر، الآیة 29.[25]

[26] الشیرازی، ناصر مکارم: الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ط1، بیروت، دار الأمیرة، 1426هـ.ق/ 2005م، ج2، ص325.

[27] سورة آل عمران، الآیة 64.

[28] جلیلی، سعید: سیاسة الرسول (ص) الخارجیّة، لا ط، طهران، مؤسّسة الإعلام الإسلامیّ، 1374هـ.ش، ص44.

[29] سورة سبأ، الآیة 28.

[30] الشیرازی، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، م.س.، ج13، ص292.

[31] سورة آل عمران، الآیة 110.

[32] المیانجی، الأحمدی: مکاتیب الرسول، ط1، طهران، مؤسسة دار الحدیث الثقافیة، 1419هـ.ق، ج2، ص322.

[33] سورة البقرة، الآیة 208.

[34] الشیرازی، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، م.س.، ج2، ص49.

[35]الهندی، المتقی: کنز العمال، ضبط وتفسیر: بکری حیانی، تصحیح وفهرسة: صفوة السقا، لا ط، بیروت، مؤسسة الرسالة، 1409هـ.ق/ 1989م، ج7، ص137.

سورة الأحزاب، الآیة 21.[36]

[37]  ابن بابویه القمی، محمد بن علی بن الحسین (الصدوق): معانی الأخبار، تحقیق: علی أکبر الغفاری، لا ط، قم المقدّسة، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرّسین، 1379هـ.ق/ 1338هـ.ش، ص65.

 سورة البقرة، الآیة 165.[38]

 سورة فاطر، الآیة 10.[39]

[40] سورة البقرة، الآیة 165.

[41]  سورة الکهف، الآیة 39.

[42] سورة النساء، الآیة 59.

[43]  سورة الأنفال، الآیة 60.

 [1] سورة الأحزاب، الآیة 67.
 سورة الزخرف، الآیة 23.[1]
 سورة البقرة، الآیة 29.[1]
 سورة الأنعام، الآیة 165.[1]
 سورة النحل، الآیة 14.[1]
 سورة الأعراف، الآیة 54.[1]
7 الشریف الرضیّ، محمد بن الحسین بن موسى العلویّ: نهج البلاغة (الجامع لخطب أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب(ع) وحکمه ورسائله)، تحقیق: محمد عبده، ط1، قم المقدّسة، دار الذخائر، 1412هـ.ق/ 1370هـ.ش، ج3، ص51.
 الکلینی، محمد بن یعقوب: الکافی، تحقیق: علی أکبر الغفاری، ط5، طهران، دار الکتب الإسلامیّة، 1363هـ.ش، ج8، ص69.[1]
 سورة الأعراف، الآیة 54.[1]
 سورة الشورى، الآیة 53.[1]
 سورة الأنعام، الآیة 14.[1]
 سورة الشورى، الآیة 9.[1]
 سورة الأنعام، الآیة 57.[1]
 سورة الکهف، الآیة 26.[1]
 سورة الحدید، الآیة 25.[1]
 سورة الأحزاب، الآیة 36.[1]
 سورة الأحزاب، الآیة 6.[1]
 سورة المائدة، الآیة 67.[1]
 الکلینی، الکافی، م.س.، ج1، ص38.[1]
 م.ن.، ج1، ص32.[1]
[1] الحر العاملی، محمد بن الحسن: وسائل الشیعة، تحقیق: محمد الرازی، تعلیق: أبی الحسن الشعرانی، لا ط، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، لا ت، ج18، ص101.
 سورة النساء، الآیة 59.[1]
 سورة الحج، الآیة 31.[1]
 سورة الزمر، الآیة 29.[1]
[1] الشیرازی، ناصر مکارم: الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ط1، بیروت، دار الأمیرة، 1426هـ.ق/ 2005م، ج2، ص325.
[1] سورة آل عمران، الآیة 64.
[1] جلیلی، سعید: سیاسة الرسول (ص) الخارجیّة، لا ط، طهران، مؤسّسة الإعلام الإسلامیّ، 1374هـ.ش، ص44.
[1] سورة سبأ، الآیة 28.
[1] الشیرازی، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، م.س.، ج13، ص292.
[1] سورة آل عمران، الآیة 110.
[1] المیانجی، الأحمدی: مکاتیب الرسول، ط1، طهران، مؤسسة دار الحدیث الثقافیة، 1419هـ.ق، ج2، ص322.
[1] سورة البقرة، الآیة 208.
[1] الشیرازی، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، م.س.، ج2، ص49.
[1]الهندی، المتقی: کنز العمال، ضبط وتفسیر: بکری حیانی، تصحیح وفهرسة: صفوة السقا، لا ط، بیروت، مؤسسة الرسالة، 1409هـ.ق/ 1989م، ج7، ص137.
سورة الأحزاب، الآیة 21.[1]
[1]  ابن بابویه القمی، محمد بن علی بن الحسین (الصدوق): معانی الأخبار، تحقیق: علی أکبر الغفاری، لا ط، قم المقدّسة، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرّسین، 1379هـ.ق/ 1338هـ.ش، ص65.
 سورة البقرة، الآیة 165.[1]
 سورة فاطر، الآیة 10.[1]
[1] سورة البقرة، الآیة 165.
[1]  سورة الکهف، الآیة 39.
[1] سورة النساء، الآیة 59.
[1]  سورة الأنفال، الآیة 60.